الحقيقة الغيبية
يقول الخميني : "ولعلك بعد المصابيح الماضية، المستنيرة بالأنوار الإلهية، المنورة لقلبك، والنفثة الروحية النافحة في روعك، عرفت كيفية ارتباط هذه الخليفة الكبرى بالأسماء الحسنى والصفات العليا، وأن ارتباطها بها ارتباط افتقار ووجود، كما أن ارتباط هذه بها ارتباط تجلٍ وظهور، فإن الحقيقة الغيبية الإطلاقية لا ظهور لها بحسب حقيقتها".
يقصد الخميني بالحقيقة الغيبية الإطلاقية: ذات الله عز وجل، ولها مظهران، أحدهما: من جهة المخلوقات، والآخر: من جهة الصفات، يقول: "فلابد لظهورها من مرآة يتجلى فيها عكسها، فالتعينات الصفاتية والأسمائية مرائي انعكاس ذلك النور العظيم، ومحل ظهوره".
ثم يدخل في كلام غريب بعد ذلك ويقول: "وجه الحضرة الغيبية، والهوية العمائية، المنعكسة في المرائي الأسمائية والصفاتية، مع عدم تعينها بنفس ذاتها؛ لعدم ظهورها بذاتها، تتعين بتعينات الأسماء والصفات، وتتلون بلونها، وتتجلى فيها بمقدار صفائها، وتظهر فيها حسب استعداداتها، وتكون مع الرحيم رحيماً" أي: مع اسم الله الرحيم رحيماً "ومع الرحمن رحماناً، ومع القهار قهاراً، ومع اللطيف لطيفاً، إلى غير ذلك من الجلال والجمال".